لماذا يكون الحمام باردا عند ٣٠º، بينما يشتد علينا الحر بالغرفة عند ٣٠º؟ إنني افترض ارتباط ذلك بالاختلاف في الكثافة بين السوائل والغازات، ولكنني لا استطيع شرحه بوضوح، فشكرا على مساعدتكم.

ينبغي أولا التمييز بين المعلومات الموضوعية والشعور؛ فالحمام عند ٣٠º يعني أن قياس درجة الحرارة ٣٠º حتى إذا أدى ذلك إلى الشعور بالبرد. فعندما تبلغ درجة حرارة الغرفة ٣٠º يتفاعل الجسم بطريقة لا إرادية من خلال تمدد الأوعية الدموية لتسهيل نشر الحرارة خارج الجسم؛ ولكون الهواء موصلا غير جيد تحدث عملية إفراز العرق لاحقا والتي تستخدم الحرارة عند مستوى الجلد لتبخير ذلك العرق؛ يستهلك هذا التبخر الحرارة وبالتالي يبرد الجسم؛ وسوف يعجل تيار هوائي من عملية التبخر هذه وفي المقابل سوف يبطئ منها ارتفاع الرطوبة في الهواء المحيط (وكل هذا مألوف). إذا قررنا نتيجة استمرار شعورنا بالحر الغوص بمغطس درجة حرارته ٣٠º سوف يبدو الماء "باردا" لانخفاض درجة حرارته عن درجة حرارة الجسم وهي ٣٧º؛ ولكون الماء موصلا أفضل بكثير للحرارة من الهواء، فسوف يسمح بنشر فعال لحرارة الجسم في اتجاه كل السائل؛ ويمكن أن نلاحظ إمكانية النجاة بالخارج عند درجة حرارة ٥º بملابس خفيفة بينما يكون السقوط في الماء عند نفس درجة الحرارة بدون الملابس الخاصة مهلكا في أقل من عشر دقائق.